أنا قتلت ضيفي ولم أحزن عليه/ قصة قصيرة من واقع الحياة بقلم بطرس شوني

قصة قصيرة من واقع الحياة

أنا قتلت ضيفي ولم أحزن عليه

بطرس شوني

وتبقى الصباحات جميله ما دام الرب في أعماق قلوبنا.. في صباح احد الأيام من عام 1988والمكان جبل سنجار وتحديدا في نهايته المطلة على الحدود السورية كنت عسكري منقول حديثا إلى رعيل الرادار المتمركز فوق الجبل بعد أكثر من سبع سنوات قضيتها في جبهات القتال في الحرب العراقية الإيرانية طابت لي معاشرة اثنين من المنتسبين لكونهم مسيحيين وسرعان ما تحولت ألصداقه إلى أخوه شاء القدر أن يجمعنا اليوم في بخديدا المحبه والإخوة والسلام.
كانت الأرض تمتلئ بالعقارب ليلا حيث يستحيل على الأشخاص الجلوس على الأرض أو الوقوف في مكان ما وعندما كنا نجلس على الكراسي كنا نرفع أقدامنا عن الأرض وكنا نبعد أسرة نومنا عن الحائط حوالي ربع متر خشية صعود العقارب إلى السرير ولكن ماذا نفعل لو سقط العقرب من السقف كنا نراقب كل ما حولنا ونفتش في الأحذية والملابس قبل ارتداءها .وفي صباح احد الأيام استيقظت من نومي مبكرا على اثر صوت أخي نشأت متي (حاليا راهب في دير مار بهنام ) كان قد بدأ صلاة الصباح قبل قليل ومن محبتي لأخي نشات راودتني فكره لأختبر ثقتي بصديقي ولاختبره بنفس الوقت وكنت قد فعلتها قبل هذه المرة وبالرغم من وثوقي تماما بان صديقي نشأت لن يتوقف عن الصلاة استدرت باتجاه سريره وكلمته نشأت نشأت (اكو عقرب جوه المخدة مالتي) ولكنه استمر في صلاته كلمته ثانية نشأت نشات (اكو عقرب جوه المخدة مالتي ) لم يهتم لكلامي وواصل صلاته وللمرة الثالثة كلمته بصوت عال وأمسكت بالوسادة ورفعتها بيدي إلى الأعلى وبسرعة لأجعل من الأمر حقيقة وهنا كانت المفاجأ لي شخصيا أذهلتني عقرب كبير اسود نائم تحت الوسادة أحس بالخطر يواجهه بدأ يتحرك بسرعة محاولا الإفلات مني لكني سرعان ما حسمت آمره وأنا غير مصدق لما رأيت ولا صديقي نشأت والمسالة ليست بوجود العقرب فهذا أمر طبيعي ولكن ألمعجزه والذي لا أصدقه ولم اعتد عليه هو في وضعية النوم الخاصة بي حيث اعتدت قبل النوم أن أضع يدي اليمنى تحت الوسادة في كل ليله والأخرى فوق الوسادة إلى يومنا هذا وحتى الصباح إلا تلك ألليله كانت ليله ليست كبقية الليالي هكذا يأتينا الموت أحيانا دون أن نعلم وكيف .تساءلت مع نفسي انأ من يعالج الآخرين ويهتم بهم من بإمكانه أن يهتم بحالي .قدمت شكري لله على ما حصل ولاهتمامه بي دون أن اعلم . بدأت يومي الجديد بتحضير وجبه شهيه لي ولأخي نشأت أدامه الله لي صديقا وأخا محبا ومحبوبا .

- نشرت القصة في جريدة (صوت بخديدا) العدد (112) تموز 2013

» حلم ... قصة قصيرة بقلم سلمى حربه
» قصص قصيرة جدا بقلم القاص أيت حسو مبارك السعداني
» الفــقر والخــمر قصة قصيرة بقلم صلاح البابان
» غرباء على قارعة الطريق قصة قصيرة بقلم بشير ابراهيم احمد
» واقع مدينة بغديدا المرير (صورة)

تصميم جرائد ومجلات وكتب

تعلن ادارة منتديات بغديداتي …

[ قراءة كاملة ]

عمل وتصميم منتديات

تعلن ادارة منتديات بغديداتي عن …

[ قراءة كاملة ]