المشكاة بقلم احمد عباس داود مدرس معهد اعداد المعلمين / الحمدانية

المشكاة

احمد عباس داود

مدرس في معهد إعداد المعلمين- الحمدانية

توقف أيُّها الزمن الطويل، توقفي أيتُها السنون والأيام، توقفي أيتُها الساعاتُ واللحظاتُ، لعلكِ تسعفينني وتساعدينني للحديث عن رمز التقدم، وشرفِ الأجيال، ومعدن الصفاء، وديدنِ الرفعة والشموخ، هذا الكوكب الدريُّ الذي استنارَ بشعلتهِ وقبساتِهِ كلُّ شعوبِ العالمَ، ونهل من معينه كلُّ جهبذٍ وعالم. إنني أقفُ اليومَ وليست غايتي أن أطريَ نعوتاً لا أصل لها واُلصقَها بشخصي المعلم، الذي عجزَ عن إعطاء حقهِ، وبيان مكانته، أكابرُ الأدباء والشعراء. وإنما غايتي أن أوفقَ في رسم صورة لائقةٍ بكلماتي وحروفي المتواضعة والبسيطة، عن هذا الحدث التاريخي، والصوت الإنساني، الذي صدح ولا يزال يصدح بكلمتين: إحداهما تقوّمُ أفكارنا، وتغذيها بالمعارفِ والعلوم، والأخرى تنوّرُ سلوكنا، وتسمُو بأرواحنا، وذلك من خلالِ إرشاداتٍ غنيةٍ، وتوجيهاتٍ علية، تطربُ لها النفوس، وتستاف تحت ظلالِها العِبرُ والدروس. هكذا إذاً فإنني أحملُ على عاتقي مسؤولية عظمى، وأمانةً كبرى، عندما أتحدثُ عن ركنٍ أساسيّ من أركانِ المجتمع، بل هو بمنزلةِ القطب من الرحى منه، لذلك ينبغي أن أكونَ أميناً وموضوعياً في كل كلمةٍ أنطقُ بها، ولا أريد أن يكون كلامي في معرضِ المدح فحسب، بل أريدهُ نافعاً وهادفاً لكلِ من يستمعُ إليه. فمن أجلِ ذلك كله، فانَّ المعلمَ الناجح في رأي هو المعلمُ نفسهُ قبل أن يعلمَ غيره، وهذا أمر طبيعي ففاقدُ الشيء لا يعطيه كما يقول أهل العلم، وواعظُ نفسهِ أحقّ بالاحترام من واعظ الآخرين كما فهمنا ذلك من الأثر.

وربما يكون لكلامي شيء من الثقل على الأسماع بسبب واقعيته، وصراحتهِ إلاَّ أن الحقيقة هي كذلك، ولا يمكنني التعبيرُ عنها بطريقةٍ أخرى. وإنا أشبهُ المعلمَ الناجحَ بالشاعر الذي قد عاش تجربته الشعرية فاكتسبَ صدقاً فنياً، وصدقاً شعورياً، فانعكس ذلك على شعره، فما يقوله يكونُ مؤثراً في النفوس والحكمة تقولُ: ما خرج من القلب دخل فيه. أما ختامُ كلمتي، فكله اعترافُ بفضل المعلم وعرفانُ لجميلهِ، وشعورُ بالخجلِ تجاهه، لأنني مهما أردتُ أن أعطي حقهُ، واردّ فضلهُ، خانني التعبيرُ، وشعرتُ بالعجز، لا لتقصيرٍ مني، بل لعظيمِ مكانته في نفسي، وسموّ منزلتهِ فيها، وجليلِ قدرهِ ومكانته عند أهل العلمِ والمعرفةِ. ولكنّ الألمَ يعتصرني عندما أرى بعض الناس يغفلون عن مقاماتهِ ويرونها في تلامذتهِ من الأطباءِ والمهندسين والقضاة مع جل احترامي لهم، ولما يقومون به من خدمةٍ عاليةِ المستوى. وإنني لسائل هؤلاء سؤالاً: هل يمكن للطبيب- مثلاً- أن يكون طبيباً لولا نعمة الله وجهدُ المُعلم، إذاً فهو القنطرةُ التي يمرُّ من خلالها كلُّ من ينتسبُ إلى العلمِ، ويسعى لنشره، فلو أردنا أن نرفع شأن أنفسنا ونغيرَ واقعنا نحو الأحسن، علينا أن نذهّبَ القنطرة، ونزينها بالجواهر الثمينة، ونجعلها مثلاً يحتذى به بعد اللهِ ورسله وكتبه وإلا فسوف نحرمُ المكارمَ، ونكون كلاعب المضمار الذي يدورُ حول الساحةِ، وبالتالي يقفُ من حيث ما بدأتْ انطلاقتهُ. فسلاماً عاماً للمعلمين في يومهم السعيد، وسلاماً خاصاً لمعلميّ وأساتذتي الكرام، الذين جعلوني أقف متكلماً أمامكم في هذا اليوم ولولاهُم لكنتُ صامتاً لا أحسن التحدث إليكم.

· ألقيت في احتفالية معهد إعداد المعلمين / الحمدانية بمناسبة عيد المعلم في الأول من آذار 2014 .

» إعدادية الحمدانية الصناعية ... في العناية المركزة بقلم بشار الباغديدي
» ما الذي طلبه الرئيس احمد حسن البكر من رئيس الكنيسة الآشورية؟
» مصطفى عبد القادر احمد العواد كلبي شجاك mp3 , تحميل اغنية مصطفى عبد القادر احمد العواد كلبي شجاك mp3 2014
» تسميات بغديدا القسم السابع و الأخير " الحمدانية" الشماس بشار الباغديدي
» لقاء مع فيفيان حبيب بقطر المتفوقة الأولى في إعدادية تمريض الحمدانية

تصميم جرائد ومجلات وكتب

تعلن ادارة منتديات بغديداتي …

[ قراءة كاملة ]

عمل وتصميم منتديات

تعلن ادارة منتديات بغديداتي عن …

[ قراءة كاملة ]