مسرحية (المؤلف) للدكتور محمد اسماعيل / جامعة الموصل - كلية الفنون الجميلة

مسرحية ( المؤلف ) (*)

د. محمد إسماعيل الطائي

كلية الفنون الجميلة / جامعة الموصل

معدة عن مادة فن الكتابة/ الموضوع عناصر المسرحية (الفكرة، الحكاية، الحبكة، الشخصية، الحوار).

الشخصيات:

1- المؤلف.

2- أرسطو.

3- الفكرة.

4- الحكاية.

5- الحبكة.

6- الشخصيات.

7- الحوار.

8- مجموع الحبكات.

9- مجموع الشخصيات.

10- مجموع الحوارات.

المكان غرفة ، تحتوي على منضدة وكرسي ، خلفها مكتب (موسيقى صاخبة)

المؤلف: (يظهر خلف المنضدة، يرمي القلم من يده ويمزق الورقة وينهض)، لقد طلب منا أستاذ التأليف المسرحي أن نكتب مسرحية للأطفال، وأنا لا أجيد الكتابة، ولا اعرف المسرحية ولا عناصرها، كيف أبدأ ، صحيح أني قرأت بعض المسرحيات وشاهدت البعض الأخر، لكني اجهل مكوناتها وبناؤها وعناصرها، بمن استعين، إن المسرحية ليست وصفاً أو سرداً كما قرأت في مادة فن الكتابة، إنها صراع قوى وإرادات وشخصيات لكن سأعود إلى الناقد أولا عسى أن ينقذني مما أنا فيه (يفتح كتاباً من المكتبة – كتاب فن الشعر- فيظهر عبر خيال الظل ارسطو) .

(موسيقى)

أرسطو: من أيقظني اسخيلوس ام سفوكلس أم ارستوفانس آه منكم، ما لذي تريدون، هل ما زلتم في صراع لقد نظمت لكم عملكم في كتابة المسرحية في كتابي فن الشعر.

المؤلف: يا سيدي أنا لست من الذين ذكرتهم، أنا مؤلف من القرن الواحد والعشرين، اعمل طالباً في كلية الفنون الجميلة / قسم التربية الفنية، وطلب منا أن نؤلف مسرحية فلجأت إليك عسى أن ترشدني.

ارسطو: (يضحك) كلية الفنون ؟ طالب ؟ مؤلف ؟ هل لا زالت تعاليمي سارية لحد الآن ؟

المؤلف: نعم يا سيدي فلم نستطع تجاوزها في كتاباتنا رغم عشرات النقاد الذين ظهروا بعدك.

ارسطو: حسناً وما الذي تريده.

المؤلف: ان تذكر لي المسرحية وعناصرها، ومن اين نبدأ

ارسطو: لقد عرفت لكم الدراما، بأنها محاكاة لفعل جاد كامل له طول معين، بلغة ذات إيقاع ولحن ونشيد وتختلف باختلاف الأجزاء، وتتم المحاكاة عن طريق أشخاص يفعلون لا عن طريق السرد على أن تثير عاطفتي الخوف والشفقة مما يؤدي إلى التطهير.

المؤلف: إذن استطيع أن استنتج من تعريفك يا شيخ النقاد إن عناصر المسرحية هي (الفكرة، الحكاية ، الحبكة ، الشخصيات، الحوار)

ارسطو: لا تنس المنظر، هل تقدم مسرحيتك بدون منظر.

المؤلف: والان أرجوك كيف اجمع تلك العناصر كما فعل اسخيلوس وسفوكلس، ومعاصروهم في مسرحياتهم، كما وضحت لهم، وأسست تعاليمك من خلال مسرحياتهم.

ارسطو: ابدأ من الفكرة، جد الفكرة ، اقتنص الفكرة، فالأفكار مطروحة في كل مكان وما عليك إلا صياغتها. (يختفي ارسطو)

( تدخل جميع العناصر، وكل يدعي أهميته وأولويته ويتحول المشهد إلى هياج ،يخرجهم المؤلف ، بعد أن يسمع صوت ارسطو- جد الفكرة – اقتنص الفكرة )

المؤلف: أيها الشيخ، أيها المعلم، أيها الناقد، أين أجد الفكرة وما هي مواصفاتها وكيف أصيغها.

(تظهر فتاة من الجانب الآخر للمسرح تتبختر أمام المؤلف)

المؤلف: من أنت، وماذا تفعلين هنا، وفي هذه اللحظة أرجوك دعيني، الله يوفقك يا أستاذ التأليف ما الذي فعلته بي ، كيف أجد الفكرة هل هي شقراء أم سمراء ؟

الفكرة: لا أنها لا شقراء ولا سمراء إنها في داخلك وحولك أنها تنبع منك.

المؤلف: أرجوك لست بوضع يسمح لي أن أتحدث معك، ولا تزيديني حيرة وقلقاً، كيف بداخلي وحولي، أرجوك اخرجي.

الفكرة: طيب أنا خارجة، ولكن سوف لن تراني إن خرجت من هنا ، جئت لمساعدتك ، ولكنك تأبى (تهم بالخروج) وددت أن أخبرك بأني (أنا الفكرة)

المؤلف: يا الله، أرجوك، لقد أسأت الفهم، أرجوك اخبريني عن نفسك

الفكرة: أنا أيها المؤلف الجهبذ، قاعدة الهرم في البناء الدرامي وقد جعلني الشيخ في المقام الثالث بعد القصة والشخصية

المؤلف: أي شيخ ؟

الفكرة: الا تعرفه لقد كان عندك قبل قليل.

المؤلف: ارسطو

الفكرة: نعم، أسمى في بعض الأحيان بالمقدمة المنطقية أو الهدف. فهدفك أن أصل إلى المتلقي، وعليك حسن اختياري لأنها الخطوة الأولى لبناء نص مسرحي ناجح، أنا المرتكز الذي ترتكز عليه باقي العناصر.

المؤلف: ولماذا تتغنجين وتتمايلين وتتبخترين

الفكرة: لأنني زلقة كالسمكة وليس كل هاوٍ أو واعد يستطيع الإمساك بي، ولا امنح نفسي سوى للناجحين الذين يحاولون تقديمي بشكل واضح وبارز وغير مفكك.

المؤلف: ما الذي تقصدينه ؟ فانا مؤلف مبتدئ، لم اكتب نصاً قبل اليوم وإذا كنت زلقة كالسمكة فكيف استطيع الإمساك بك ؟

الفكرة: لا، لا أنت لست هاوياً، فأنت طالب في كلية الفنون الجميلة قسم التربية الفنية، المرحلة الثالثة، شعبة وقد كتبت نصاً هابطاً في الفصل الأول.

المؤلف: توقفي من الذي أخبرك بهذا السيل من المعلومات هل هو أستاذ التأليف ؟

الفكرة : اخبرني الشيخ

المؤلف: ارسطو

الفكرة: نعم وقد اوصاني بك، وقال لي كوني هينة لينة معه ولا تكوني عنيدة

المؤلف: طيب أيتها الهينة، وماذا بعد ؟

الفكرة: ماذا تريد أكثر مما قلته لك، فانا التي تخرج من وعيك لتستقر في وعي المتلقي وأنا التي تنتظم جميع الأحداث والمواقف والشخصيات حولي، ولي حضور في كافة المسرحيات حتى الهابط منها، وعليك حسن اختياري وتنظيمي وترتيبي وصياغتي لكي اعبر لك عن أحلامك وطموحاتك ووجهة نظرك عن السلوك الإنساني ، ومجمل تصوراتك عن الكون

المؤلف: نعم فهمتك

الفكرة: والان وداعاً ابحث عن العنصر الآخر، أما أنا فقريبة منك حولك وفي داخلك، عندما تستدعيني أكون بين يديك، وداعاً

المؤلف: إلى أين، وما هو العنصر الاخر (لنفسه) حولك وفي داخلك (يفتح كتاب فن الشعر فيظهر ارسطو) كخيال ظل (ضربة موسيقية)

ارسطو: نعم ألا تتركوني أستريح في قبري

المؤلف: عفواً سيدي، أردت أن أسألك عن العنصر الأخر هل سيكون زلقاً كالسمكة ومتعالياً وصعب المراس كالفكرة

ارسطو: لا إنها شقيقتها الحكاية، وهي طيعة ما أن تمسك بالأولى حتى تأتيك القصة بكل حنان ورقة (يختفي)

المؤلف: أشكرك أيها المعلم، الشيخ، كما أسمتك الفكرة

( يتكرر دخول الشخصيات جميعا، فيخرجهم وتبقى الحكاية )

(تظهر الحكاية في هيئة امرأة متماسكة)

الحكاية: مرحباً أيها الشاب ، تكلم ماذا تريد ؟

المؤلف: اريد ان تخبريني عن نفسك، من أنت ؟

الحكاية: أنا بإيجاز قصة المسرحية التي تروم التوجه بها للمتلقي وأنا مجموعة من الحوادث المرتبة ترتيباً زمنياً وأثير تساؤلاً، ماذا حدث بعد ذلك ؟

المؤلف: ماذا حدث بعد ذلك ؟

الحكاية: الإجابة عنه عند متابعة الأحداث وتعتمد على حب الاستطلاع للمتلقي وأن أكون مثيرة ومشوقة.

المؤلف: نعم مثيرة ومشوقة.

الحكاية: لا تسئ الفهم، كل قصة يجب أن تكون مثيرة وتعتمد على البداية والوسط والنهاية مع وضوح عناصر الصراع واسلوب يتخذ عنصر التشويق أساساً له.

المؤلف: بدأت أفهمك، أرجوك هل بقي في جعبتك شيء لم تخبرني به

الحكاية: نعم فأنا أشكل قاعدة البناء المسرحي، وتنطوي عليّ عناصر كثيرة لتشكل جميعاً المضمون الذي يحمله النص المسرحي، بما في ذلك الفكرة والشخصيات، والصراع وتنظيم الأحداث وترتيبها من مرحلة الاستعراض والاستهلال مروراً بالأزقة وصعوداً الى الذروة ثم الحل

المؤلف: أشكرك، ما عليّ الآن إلا أن ابدأ بكتابة النص

الحكاية: على رسلك ، كيف تكتب ، واغلب العناصر لم تحضر وهي أكثر تفصيلاً، إلى اللقاء (تخرج)

المؤلف: أيتها القصة، أيتها الحكاية انتظري، ما الذي عليّ فعله، يجب أن استدعي العناصر الأخرى

(يفتح كتاب فن الشعر) يظهر ارسطو (ضربة موسيقية)

ارسطو: أنصحك بالتعرف على الحبكة، فهي الأساس، وهي أصعب العناصر وأكثرها أهمية

المؤلف: لماذا هي الأصعب والأكثر أهمية ؟

أرسطو: لأن مهارة الكاتب تتجلى في قدرته وإتقانه في صنع الحبكة

(تدخل الحبكة ومعها مجموعة من الحبكات)

أغنية (نحن الحبكات، نحن الحلوات ، نحن الصعبات)

المؤلف: ما هذا، ما هذا ؟ من انتن ؟ لقد اخبرني ارسطو أن أتعرف على الحبكة، وليس مجموعة، رجاء من هي الحبكة بينكن . (إعادة الأغنية)

المؤلف: من الطويلة أم القصيرة (تنفرد الحبكة الرئيسية)

الحبكة الرئيسية: كلنا حبكات ولنا مزايا، وخصال، نعم كنا في زمن أرسطو حبكة واحدة، ولكن مع الزمن تشظينا وتنوعنا واختلفنا.

المؤلف: ومن أنت

الحبكة الرئيسية: أنا أمهن جميعاً وأكبرهن، وهن بناتي وأخواتي

المؤلف: إذن حدثيني عنك ثم عن بناتك

الحبكة الرئيسية: أنا أصعب أجزاء العمل الدرامي، وأنا بنية يتم فيها تتابع الإحداث المتسلسلة في الزمن منذ البداية حتى النهاية ويكون الرباط بين الأحداث علاقة منطقية سببية

المؤلف: اشك إنني وقعت في ورطة لا مخرج منها، طيب وهل لديك مواصفات معينة.

الحبكة الرئيسية: نعم اسأل الشيخ فهو يجيبك

المؤلف: (ينقر على كتاب فن الشعر) يظهر ارسطو (ضربة موسيقية)

ما هي مزايا الحبكة الجيدة أيها الشيخ

ارسطو: أولاً الحبكة الجيدة البناء ، يجب أن لا تبدأ وتنتهي كيفما اتفق بل أن تكون لها بداية ووسط ونهاية ، وثانياً: أن تكون أجزاؤها مترابطة ترابطاً تاماً استناداً إلى الشيء الذي لا فائدة من وجوده لا ضرر في إلغائه وثالثاً: يجب أن يكون لها أصول معينة وتدركها الذاكرة بسهولة، وأخيرا أن تكون فردية في موضوعها لا مزدوجة ويتم التحول في خط البطل من السعادة الى الشقاء وليس العكس (يختفي ارسطو)

الحبكة الرئيسية: ها أيها المؤلف هل عرفت مواصفاتي ؟

المؤلف: نعم هل من شيء آخر؟

الحبكة الرئيسية: وأنا كما حددني ارسطو كبناء للأحداث التي تقوم بأفعالها الشخصيات، ولذلك لا يمكن فصلي عن الشخصية وعن حوارها وأفعالها وأفكارها.

المؤلف: جميل جداً والآن عرفينا على الأخوات

الحبكة الرئيسية: حسناً قدمن أنفسكن أيتها الحبكات.

(بحركات استعراضية)

البسيطة: أنا الحبكة البسيطة واعرض فعلاً واحداً دون ان يحدث تصرف او تحول في مصير البطل

المعقدة: وأنا المعقدة اعرض فعلاً واحداً ويحدث التحول والتصرف

الثانوية: أما أنا فأتألف من سلسلة أحداث ثانوية بشكل يوازي الحبكة الرئيسية في المسرحية وعند النهاية نتداخل لتؤكد أحدانا الأخرى

المجاورة: وأنا قائمة على لوحات متفرقة يجمعها موضوع ذو وحدة فكرية وادعى بالحبكة المجاورة

الدائرية: اسمي بالحبكة الدائرية، وعندي لا تتوالى الأحداث (ازمة، ذروة النهاية) وأنا أسير دونما نحو على شكل دائري

الحبكة الرئيسية: لم يبق في جعبتنا شيء لم نخبرك به، إن استطعت أن تلم بنا فأنت مؤلف بدون منازع، الوداع (يخرجن) مع الأغنية

المؤلف: لقد حبكت عليّ، أيها الشيخ، يا كبير النقاد، هل بقيت عناصر أخرى لم اعرفها (يظهر ارسطو – ضربة موسيقية)

ارسطو: نعم فالتراجيديا محاكاة لأشخاص فوق المستوى العادي

المؤلف: كيف فوق المستوى العادي هل هم من الرؤساء ، والوزراء ؟

ارسطو: بل هم من الآلهة وأنصاف الآلهة والأمراء، هذا في زمني، لا ادري في زمنكم تحاكون من ؟

المؤلف: عذراً فنحن أصبحنا نحاكي البسطاء من الناس، فلا يوجد اليوم اله او نصف اله حتى ولا ربع اله.

ارسطو: إذن ما عليك سوى الإلمام بالشخصية (يختفي ارسطو)

(تدخل الشخصية ومعها مجموعة)

المؤلف: يا مرحباً بالشخصية في كلية الفنون الجميلة

المجموعة: مرحباً بك، انتظرنا طويلاً مع أننا كنا نأتي في المقام الأول كما رتبنا الشيخ فلا دراما بدون شخصية

المؤلف: مهلاً مهلاً أرجو أن تحددوا من هي الشخصية بينكم.

الشخصية الرئيسية: أنا الشخصية وأنا المحرك الأساس للفعل المسرحي الذي يحدد الحبكة والحوار وأنا فكرة معقدة

الشخصية الضد: أنا اختلف معك جملة وتفصيلاً

المؤلف: هل هذه شخصية ايضا

الشخصية الرئيسية: نعم ، فهذه الشخصية الضد أو النقيض كما يسمونها وعادة ما تخلق الصراع وتأزم الموقف

المؤلف: أرجو أن لا يتأزم الصراع ويشتد بينكما الآن، دعوني أتعرف عليكم بهدوء

الشخصية الضد: أنا أقول إن الشخصية نظام متكامل من الصفات التي تميز الفرد عن غيره.

الرئيسية: وأنا أقول إن الشخصية هي التنظيم الدينامي للشخصية الإنسانية الذي يقوم به كاتب المسرحية لتقديم أفكار مجردة أو صور ذهنية أو أراء معينة متوخياً وصفها في قالب جمالي مليء بالتشويق ومبرر الفهم من قبل المتفرج

المؤلف: كلاكما صحيح، ولكن بدون تصعيد لم نصل للازمه بعد

الضد: لكل زمان نوع من البلوغ السائد في تصوره للشخصية لتجيبك الشخصية التي أمامك ما هي إبعادنا ؟

المؤلف: انطقي ما هي أبعاد الشخصية ؟

الرئيسية: ولماذا أجيب، لندع الأبعاد تتحدث عن نفسها تلافياً لخلق الأزمة ، فلتتقدم الأبعاد الثلاثة (تدخل الأبعاد)

البعد المادي: أنا البعد المادي وأنا الكيان الخاص بكيفية تركيب جسم الشخصية وإنا الخطوط الرئيسية في رسم شخصية تتمثل في (الجنس) الشيء، الوزن، المظهر، .... الخ.

البعد الاجتماعي:وأنا احدد أوصاف الشخصية ووضعها الطبيعي في المجتمع من حيث (البيئة، الدخل المادي، التعليم، المهنة، الدين، .... الخ)

البعد النفسي: أما أنا فكل ما تقوله الشخصية وما تفعله ودوافعها من تفكير وعاطفة تسهم في تطوير الشخصية

المؤلف: أحسنتم وهل للشخصية أنواع ؟

الرئيسية: نعم فانا البطل الأول في أي مسرحية ومن دونه لا تكون هناك مسرحية

الضد: وأنا الضد أنا النقيض ولولاي فلا صراع، ولا أزمة ولا بطل ولا بصل

البسيطة: أما نحن فشخصيات بسيطة ولنا خواص واحدة خلال الفترة الدرامية لظهورها

المركبة: هل نسيتم أن لي أكثر من خاصية من خواص القوة المتصارعة وأنا أيضا من الشخصيات التي تأخذ دور البطولة في الصراع السيكولوجي

المؤلف: أيتها الشخصيات بوركتم فقد قدمتم عرضاً رائعاً، سأحاول زجكم في مسرحيتي القادمة، وارسم لكم خطوطاً ومساحة لتتصارعوا كيفما شئتم لكن بإرادتي وتوجيهي

(تخرج الشخصيات)

المؤلف: ما الذي تبقى، اعتقد أن جميع العناصر قد حضرت، لأودع الشيخ فقد أيقظته من أبديته (ينقر الكتاب) يظهر ارسطو ضربة موسيقية

ارسطو: نعم أيها الفنان، قلت لي بأنك طالب علم في

المؤلف: كلية الفنون الجميلة، قسم التربية الفنية، السنة الثالثة

ارسطو: بوركت وبوركت الفنون الجميلة، هل انتعش الفن عندكم كما في أثينا، لقد أسهمت الدراما في تنشئة الإنسان الإغريقي

المؤلف: (للجمهور) ماذا أقول له هل أسهمت الدراما بتنشئة الإنسان المعاصر؟

ارسطو: اجب لماذا السكوت، هل أكل القط لسانك؟

المؤلف: نعم يا سيدي انتعشت الفنون ولدينا الآلاف من الفنانين ولكنهم كغثاء السيل

ارسطو: الحديث لذيذ معك يا طالب الفن، لكن أتنجز مهمتك أولاً مع أستاذ المسرحية ، هل تعرفت على جميع العناصر

المؤلف: لقد تعرفت على (الفكرة والحكاية والحبكة والشخصية)

ارسطو: بقي الحوار فهو وسيلة التعبير في الدراما (يختفي ارسطو)

المؤلف: أيها الحوار (يدخل الحوار مع مجموعة الحوارات)

الحوار: نعم أيها المؤلف، قد أكون الخامس في الترتيب، لكن لا دراما بدوني

المؤلف: ماذا تقصد بالحوار

الحوار: أنا النسيج العام للمسرحية الذي يكشف عن الدلالات والمعاني ويوضح دوافع الشخصية وأفعالها ويشكل الصراع فيها

المؤلف: وهل لك وظيفة في النص المسرحي

الحوار: طبعاً طبعاً، فأنا أطور القصة والشخصية واسهم بخلق الجو واحمل الدراما واطور الحبكة واكشف عن علاقات الشخصية وأزود المتلقي بالمعلومات

المؤلف: كل هذا يفعله الحوار ويكون ترتيبك الخامس بين العناصر

الحوار: كل العتب على المعلم الأول، ولكن لا يهم، قل ما الذي تريد أكثر من ذلك ؟

المؤلف: لقد فهمت وظيفتك فما هي مميزاتك ؟

الحوار: أنا أيها الشاب، يجب أن أكون محمل بالشحنات العاطفية واعبر عن الشخصية وامتاز بالتكثيف والتركيز والإيجاز والمعقولية وان لا أكون سردياً ويجب ان يكون لي قوة الحركة

المؤلف: أشكرك جداً جدا

الحوار: ألا تتعرف على بعض الصيغ التي اعبر من خلالها

المؤلف: بالتأكيد

الحوار: فلتتقدم الصيغ

المونولوج: أنا الحديث الجانبي المنفرد أو المحادثة الداخلية أو دراما الممثل الواحد

الحديث الجانبي: وأنا حديث الشخصية جانباً مع نفسها وبحضور شخصيات أخرى

الحديث السردي: أما أنا فأعلق على الأحداث وتطورها التي تجري على خشبة المسرح أو خلف الستارة وأكون على نوعين فردي وجماعي

المؤلف: أشكركم جميعاً لقد استمتعت بحديثكم سأحتاجكم في مسرحيتي القادمة

الحوار: لا يكفي أن تتعرف علينا فقط، وإنما توظفنا بشكل علامات سواء كنا علامات منطوقة أو غير منطوقة، إلى اللقاء (يخرجون)

المؤلف: إلى اللقاء (ينقر على الكتاب يظهر ارسطو)

ارسطو: قبل ان تفتح فمك، ارجوا أن تنقل لأستاذ التأليف المسرحي الوصية الآتية: أن لا يرسل إلي طالب فنون مرة أخرى فإذا كنتم بالآلاف فلماذا لا تذهبون إلى معاصريكم

المؤلف: لا يمكن الاستغناء عنك وعن تعاليمك، فهي حية عبر الزمن أشكرك أيها الشيخ الجليل، لقد فتحت لي آفاقاً لم تكن لتخطر على بالي لولاك

ارسطو: والآن ما هو عنوان مسرحيتك الجديد؟

المؤلف: ما عنوان مسرحيتي ، قبل أن أتعرف على عناصر المسرحية

ارسطو: إنها (الفكرة، الحكاية، الحبكة، الشخصية، الحوار) وإياك أن تطرق كتاب فن الشعر مرة أخرى، هل فهمت

المؤلف: فهمت، فهمت.

ستار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) نشرت في مجلة الإبداع السرياني العدد (20) 2014 .