قصة قصيرة
حلم
سلمى حربة
وقفت انتظر بوجل ..تتسارع نبضات قلبي في سجنه .أحسن حنينا لشيء مجهول في عقلي ..أكاد اجن ..الشارع وجل امامي هو الاخر ..خال من المارة عداي , لكني كنت جزءا منه
وقفت وأنتظرت ...طويلا ...لاشيء ...طنين يرن في اذني ..اصوات رتيبة ...صرخات من بعيد ..اتكيء على عمود ضوء قربي ..احس بتعب يسري في اوصالي ..تتراخى قدماي ..اجلس منهكا ..تمر في خاطري كوابيس شتى ..تزوغ عيناي في البعد الضبابي للشارع ..اتسائل ..ترى هل ستأتي ؟؟..احس بالنعاس فياخذني عمود الشارع بحنان واتيه في احلامي ...حلمت ان الشارع قد تحول الى مجرى نهر غريب اخضر اللون يجري بسرعة حاملا معه البنايات العتيقة والمارة ..الوجل في عيون الجميع ..لكنه لا يتوقف ياخذ الجميع حيث لا نهائية الاشياء يبتلع بنهم كل شيء ..لكنه يتركني اقف في منتصفه ..لا يعيرني اهمية ..يجري ..ويجري ..التفت الى السماء المغبرة فارى اكواما من عواميد تسقط فوقي ..احاول الهروب فزعا ..يسقط راسي بين يدي انظر حولي ...حلم !!! انظر الى الشارع فارى الاشياء والعتق كما هي عليه .
احس بيد تلمس كتفي ...يخفق قلبي بشدة ...وغشاوة تعميني انظر خلفي
- اه ...انت ِ ؟ ... اخيرا !!
- ها قد اتيت ...ماذا تريد ؟؟
- ماذا اريد ...وهل بقي لي شيئا اريده
- ارجوك اختصر
- حلمت ان الشارع قد تحول الى نهر اخضر
- ماذا ؟
- لقد كادت تلك العواميد ان تسقط على راسي لولا انك اتيت في الوقت المناسب .
غاصت عيناها واصبحتا هوتان عميقتان ...قالت
- أأنت مريض مابك ؟؟
احسست بفرح غامر ورعدة تسري في اوصالي ..فاخذت اضحك بصوت عال علها تفهم اني كنت اكلمها عن حلمي
فزعت وصرخت ..احسست بطنين صرختها في اذني
وبكره شديد لها ...ثم فجأه تحولت الى عجوز شمطاء لم اعد اتبين لها ملامحا ..غاص صوتها في فمها ..لم اعد اميز غير كلمة واحدة
- م....ج...ن..و...ن !!
ثم اخت تركض ..لا ادري لم ركضت بتلك السرعة ..لعلي افزعتها بحلمي ..ام انها حلم هي الاخرى وغادرتني مثلما تغادرني اشيائي جميعا .....
تطفوا طحال خضر على نهري الاخضر ..نفايات واقذار تملؤه ..احاول ان الملمها واجمعها الي ...اغوص في نهري الاخضر ...اريد ان اخلصه من هذه الاقذار ليرجع كما كان لكن اقذار النهر غمرتني .احس بطعم النفايات في فمي ...اه ...لااستطيع الهذيان والتنفس معا ..تطن في ذاكرتي اغنية قديمة ....هاجر النهر الى اعماقي ..هاجر النهر الي المحيط ه...ا ..ج...ر النهر ...الى ....ال ...م...ح...ي...ط...