مرة أخرى .. نازحون أم غير نازحين بقلم امال الوكيل - برطلة

في الهدف

مرة أخرى .. نازحون أم غير نازحين

آمال الوكيل / برطلة

نشر المقال في العدد 113 من جريدة صوت بخديدا ايلول 2013

قبل سنوات وبالتحديد في العدد (51) من جريدتنا (صوت بخديدا) والصادر في حزيران سنة 2008 كنت قد تطرقت إلى موضوع مهم وهو موضوع النازحين والمهجرين الذين نزحوا من المدن الرئيسية (بغداد، الموصل والبصرة) وغيرها من المدن الكبيرة في العراق والذين تعرضوا إلى أعمال عنف طائفي ممنهج وكانت حينها تستهدف جماعات معينة لعل من أبرزها شعبنا المسيحي وخاصة في مدينة الموصل والعاصمة بغداد والتي كانت قد بدأت مع سقوط النظام السابق وقدوم القوات المحتلة وأدت إلى نزوح أعداد كبيرة من أبناء شعبنا إلى القرى الآمنة في سهل نينوى وإقليم كردستان إما تهجيراً قسرياً أو هربا ً مما قد يحدث لهم إن بقوا وبعد أن عانوا سنوات عديدة قامت حينها وزارة الهجرة والمهجرين بتوزيع مساعدات مادية للنازحين ولكنها استثنت عائلات كثيرة بحجة إنها نزحت قبل عام 2005 وكنتُ حينها قد أطلقت نداءً بضرورة عدم حرمان هؤلاء أي النازحين ما بين ( 2003 – 2005 ) من حقوقهم، كونهم قد عانوا كثيراً في ظل ظروف صعبة مادياً بعد نزوحهم وأؤكد على (نزوحهم) كونهم كانوا أول المستهدفين، لا لشيء إلا لكونهم مسيحيين، في ظل غياب الأمن وفي كثير من الأحيان غياب الحكومة بالكامل وانتشار الفوضى العارمة .

والآن وبعد خمس سنوات من ذلك التاريخ تعود وزارة الهجرة والمهجرين إلى نفس النقطة، حيث وقبل أشهر أطلقت مبالغ مادية لكل عائلة نازحة بسبب التهديد أو التهجير ألقسري أو العنف، وفعلا استلم منهم هذه المبالغ ولكن حين راجع بعض المواطنين دوائر الهجرة والمهجرين قيل لهم للمرة الثانية (انتم غير مشمولين وأسماؤكم غير موجودة كونكم نزحتم قبل 2006 والمشمولون فقط ما بعد هذا التاريخ) رغم إنهم مسجلون في هذه الدوائر ويحملون الهويات الخاصة بذلك .

وهنا أعود واطرح نفس السؤال الذي طرحته سابقا لماذا ترك هؤلاء مدنهم وبيوتهم وأغلقوا أبواب أرزاقهم ليعيشوا في قرى بعيدة خسروا فيها الكثير مابين ارتفاع الإيجارات للبيوت وندرة فرص العمل وصعوبة التكيف في المجتمعات الجديدة، هل ذهبوا للسياحة والاصطياف،أم في رحلات استكشافية لحياة القرى أم هروبا من ازدحام المدن وصخبها ؟ طبعا لا هذا ولا ذاك كل ما حدث إنهم كانوا إما مفجوعين بأحد أفراد عائلتهم قتل لا لشيء سوى انه ينتمي إلى فئة معينة أصبحت مستهدفة مابين ليلة وضحاها، أو إنهم تعرضوا إلى تهديد مباشر بالقتل أو إنهم كانوا يعانون من الابتزاز المباشر والمستمر لقاء الإبقاء على حياتهم والسماح لهم بالعمل وفي اخف الحالات شعورهم بالخوف والرعب فقرروا الرحيل قبل أن يطالهم ماطال آخرين .

مرة أخرى أوجه النداء ذاته أنصفوا هؤلاء لان غالبيتهم قد مرت عليهم أكثر من عشر سنوات وهم لا يستطيعون العودة إلى مدنهم وما زالوا يعانون متنقلين من بيت لآخر، لا يستطيعون بيع بيوتهم التي تركوها ولا يملكون شراء ملك لهم في مناطقهم الجديدة، ولكم مني ومنهم كل التقدير .

» صوت بخديدا.... وشعبنا / آمال الوكيل / برطلة
» صوت بخديدا..تحية محبة وتقدير ..وكل عقد وأنت بخير بقلم آمال الوكيل
» فهارس المخطوطات السريانية في برطلة
» ظهور لوحة أخرى لامرأة أصغر سناً بكثير رسمها ليوناردو في القرن الـ15
» حلم ... قصة قصيرة بقلم سلمى حربه

تصميم جرائد ومجلات وكتب

تعلن ادارة منتديات بغديداتي …

[ قراءة كاملة ]

عمل وتصميم منتديات

تعلن ادارة منتديات بغديداتي عن …

[ قراءة كاملة ]