1-معناها 2- هدفها 3- نشأتها 4- روحانيتها
1. معناها: كلمة فوكولاري, التي أطلقها علينا الأشخاص تعني بالإيطالية البيت, أو الموقدة التي تشتعل فيها النار, وكانوا يقصدون نار المحبة. لكن اسمنا الرسمي في الكنيسة" عمل مريم"وهو اسم يعجبنا لأننا مقتنعون أن هذا العمل هو عملها هي, مريم, أم الكل, أم المؤمنين وأم الكنيسة, وحدها كان بإمكانها أن تولّد حركة كنسية تجمع كل الدعوات وكل الأعمار: صغار وكبار, مكرسين ومتزوجين, علمانيين وكهنة ورهبان, كل دعوة منها جذرية على طريقتها الخاصة." عمل مريم"صار مثل شجرة تضم 18 غصناً وهو منتشر في القارات الخمس في 182 بلداً. 2. هدفها: نعرف أن الهدف العام لكل كاريزما أو موهبة في الكنيسة هو التوصل للكمال بالمحبة. أما بالنسبة للهدف الخاص لـ" عمل مريم" فنقدر أن نلخصه بهذه الكلمة : الوحدة. طريقنا طريق جماعي, لا نركز فيه على المظهر الفردي بالحياة الروحية, حتى وإن كانت الحياة الفردية الروحية مهمة ولها تأثيرها على الجماعة.نحن نركز على محبة الأخ. إذاً روحانية جماعية نسعى من خلال عيشها لنبني الوحدة بين الأفراد والمجموعات والمدن والشعوب ونحاول أن نلغي كل تمييز يمكن أن يكون حاجزاً بيننا وبين أخوتنا, وفي هذه الطريق الجماعية يلاقي الأفراد, بالمحبة كمالهم الشخصي. روحانيتنا نابعة من الإنجيل, إنجيل دائما عصري ومناسب لكل زمن ولكل ظرف. 3. نشأتها:
ولد كل شيء سنة 1943 بمدينة تورينو بشمالي إيطاليا وعند كيارا لوبيك, مؤسسة الفوكولاري, لم يكن هناك برنامج أو فكرة أن تؤسس شيئاً ما. الفكرة كانت عند الله ومشروعه في السماء. كانت الحرب العالمية مشتعلة وكل شيء يتهدم وليس هناك غير الخراب والقتلى. كيارا مع بعض رفيقاتها أخذن يلتقين في ملجأ معتم, وعلى ضوء الشمعة فتحن الإنجيل. وبالصدفة قرأن صلاة يسوع التي صلاها قبل ان يموت:" يا أبت ليكونوا بأجمعهم واحداً". لم يكن نصّاً سهلاً بالنسبة للبنات من عمرهن, لمن تهيأ لهن أن كلماته صارت تتنور أمامهن واحدة تلو الأخرى, وأصبحن مقتنعات أنهن خلقن ليساهمن بتحقيق هذه الصفحة من الإنجيل بالذات:" ليكونوا بأجمعهم واحداً" الحرب والدمار جعلتهن يتساءلن إذا كان هناك مثال لا يزول أبداً, لا يمكن لأي قنبلة أن تدمره, مثال يمكن أن يكرسن له كل حياتهن. أحسسن بالجواب آت من الله: نعم هذا المثال موجود, هو الله. وقررن ان يخترن الله في المرتبة الأولى بحياتهن. 4. روحانيتها:
تجلى الله لكيارا ورفيقاتها مثل ما هو فعلاً : محبة. الله محبة, الإيمان بمحبته هو أساس كل شيء بحياتنا في عمل مريم. لكن كيف نطبق هذا الشيء عملياً ؟ " ليس من نقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات, بل من يعمل مشيئة أبى الذي في السموات ". إذاً ليس الأمر تقوى مزيفة أو عواطف. المهم أن نعمل إرادة الله. وهذه النقطة الثانية من الروحانية.
لكن من يكشف لنا إرادة الله ؟ يسوع في الإنجيل جعلهن يكتشفن بنور جديد مشيئة الله على كل مسيحي : " أحبب قريبك حبك لنفسك ". أن نحب قريبنا و هذه هي النقطة الثالثة. لكن من هو القريب ؟ هو هذا الشخص الذي يمر جنبنا في اللحظة الحاضرة, ونظراً لظروف الحرب كان الناس حواليهن الذين بحاجة لمحبة حسية كثيرين " كل ما فعلتموه لأحد اخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه ". أن ترى يسوع في كل إنسان ونحبه بشكل حسي, نشبع الجوعان, ونروي العطشان ونكسي العريان. وهؤلاء الشابات اللواتي بدأن مع كيارا أحسسن أن كلمات يسوع تتحقق في كل زمن. هي كلمات حياة يجب أن نطبقها في حياتنا اليومية لنجعل المسيح يحقق وعوده. ومن هنا خلقت "كلمة الحياة" هذه الآية من إنجيل التي تنطبع في اكثر من 80 لغة وتوزع على اكثر من مليوني شخص في العالم.
وسألنا أنفسنا مرة, هل هناك إرادة لله ترضيه بنوع خاص, هكذا إن متنا نود أن نكون عشناها على الأقل في آخر أيام حياتنا ؟ والجواب, كالعادة, أعطانا إياه إنجيل, الذي يحكي عن وصية خاصة ليسوع" احبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم". المحبة المتبادلة إذاً التي يجب ان تكون أساس كل شيء نعمله, كل لقاء كل رياضة روحية, كل نشاط, وبدونها لاشيء له قيمة. وهذه هي نقطة أخرى من روحانيتنا ". ليس لأحد حب اعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه " وبشكل عفوي تطلعت كيارا ورفيقاتها ببعضهن وقالت الواحدة للثانية:" أنا مستعدة أن أموت من أجلك, وأنا من أجلك, والكل من اجل كل واحدة". هذا الوعد الذي نجدده كل يوم في كل لقاءاتنا يفتح قدامنا ألوف المتطلبات اليومية لمحبة الأخ. بالطبع اليومية لمحبة الأخ. بالطبع ليس المطلوب منا دائماً أن نموت جسدياً من أجل الثاني, لكي نتشارك بكل شيء بهمومنا, بأفراحنا وآلامنا, بخبراتنا المادية القليلة, بخبراتنا الروحية الصغيرة. ليس لنتباهى وإنما لتشارك بعمل الله فينا ونساعد بعضنا في طريق القداسة الجماعية. وهكذا كثيرون يحبون بدورهم ويحاولون أن يعيشوا اختبارات مماثلة. وهذه المحبة المتبادلة تجعل يسوع يفي بوعوده ويحضر بين المجتمعين باسمه. وهو يرشدنا, يمتلكنا, يقدسنا, وهذا هو أساس كل لقاء لنا. وهذا الجو من الوحدة جذب في البداية أشخاصاً كثيرين ومن الدعوات. يسوع الحاضر بيننا هو نقطة أساسية من نقاط روحانيتنا.
ولكن هل من السهل أن نعيش دائماً بهذه الطريقة ؟بالطبع تواجهنا آلام وصعوبات, لكننا نعرف أن لكل شجرة جذورها. الإنجيل يغمرنا بالمحبة, لكن يتطلب كل شيء منا. جذبنا يسوع بصرخته على الصليب " إلهي إلهي لماذا تركتني" واخترناه هو المتروك على الصليب كمفتاح لنعيش كل اللحظات الصعبة والسر لتحقيق الوحدة. لأن يسوع بقمة آلمه هذا عندما تهيأ له أن حتى أباه تركه, يعطي معنى لكل ألم جسدي وروحي, وهو المفتاح لنعالج على الأرض كل انقسام وكل انعدام للوحدة: انقسام الأشخاص بين بعضهم وانفصالهم عن الله, الانقسام بين المجموعات والكنائس والشعوب والأجناس.
ومن البداية كان وعينا لجملة " من يسمعكم يسمعني" والطاعة للكنيسة والغرف من الأسرار, وخاصة الافخارستيا أساس الوحدة الكاملة, كان كل هذا سر ثبات وانتشار عمل مريم. وهذه المحبة المنفتحة جعلت الروحانية التي خلقت في الكنيسة الكاثوليكية تصل بمساعدة ظروف معينة, للكنيسة الأرثوذكسية والكنائس البروتستانتية وبسرعة كثر الاخوة المسيحيون الذين يشاركونا عيش هذه الحياة والسعي لوحدة تامة بين الكنائس
وعلى مر السنين فهمنا أنه يجب ان نتجه أيضا نحو الاخوة من الديانات الثانية من خلال حوار احترام متبادل ومحبة حسية تجعلنا نحس بالاخوة وتجعل الأشياء التافهة الثانية التي تفرقنا تتلاشى.
" عمل مريم" مريم, مثال وأم الوحدة, من المنطقي أن تكون هي أيضا مرجعاً أساسيا في روحانيتنا. نحاول أن نتشبه بها, هي التي بال" نعم " التي قالتها لله سمحت ليسوع "ابن الله" أن يتجسد ويعيش بيننا ويخلصنا, كي نستطيع من خلال محبتنا وعيشنا الكلمة أن نعطي روحياً يسوع لكل الذين حولنا, بأي بيئة كنا, يسوع الذي وحده بإمكانه وقادر أن يغير العالم من جذوره |